تعتبر مرحلة الطفولة المرتكز الأساسي لحياة الفرد في المستقبل فهي كالبذرة إذا وجدت البيئة المناسبة من تربة وضوء وري وسماد انتجت أفضل الثمار وأحلى الأزهار، وكذلك هي الطفولة إذا وجدت الرعاية والاهتمام أنتجت فرداً منتجاً ايجابياً يحمل الأخلاق الحميدة ويساعد في بناء المجتمع، لذلك أصبحت هناك مجالات خاصة تدرس مرحلة الطفولة وطريقة التعامل مع الأطفال لإنتاج جيل سليم.
تمتدّ مرحلة الطفولة منذ الولادة إلى عمر الثانية عشر وبالأخص عند البلوغ لذلك قد تكون هناك بعض الاختلافات البسبطة بين عمر الأطفال، ولكن نستطيع تقسيم مرحلة الطفولة إلى عدة أقسام حسب التطورات الجسدية واللغوية للطفل.
مراحل تطور نمو الطفل - المرحلة الأولى: وتمتدّ من الولادة إلى العامين، تتسم هذه الفترة باعتماد الطفل على الأم في كل شيء وعدم قدرته على الحديث بطلاقة حول رغباته، كما أنّه يكون يشعر بالغربة وعدم الارتياح الكامل تجاه العالم، فهو يحاول الاعتماد على نفسه مع عدم قدرته على إنجاز الأمور لوحده.
- المرحلة الثانية: تمتدّ من العامين إلى سنّ الخمس سنوات، وتمتاز هذه المرحلة بمحاولة الطفل الاعتماد على نفسه مع زيادة قدرته على التحدّث حول ما يريد وشعوره بالاستقلالية ولا يكون مطيعاًبل يحاول إصدار الأوامر وإنّما يحاول فرض رأيه ورغباته، وعلى الأهل إيلاء هذه المرحلة الكثير من الاهتمام فهي ضرورية لتنمية مهارات الطفل وزيادة قدراته فكما يقال "العلم في الصغر كالنقش في الحجر"، لذلك يجب على الأهل تعليم أطفالهم في هذه المرحلة وتعويدهم على النظام وحب العطاء والالتزام بالأوامر التي يطلبها منه الوالدين بكل لطف وحب والابتعاد عن العصبية الزائدة لأنّ الطفل في مرحلة الاستكشاف لذلك سيحاول تجربة كل شيء وهذا جيد لزيادة معرفته بالحياة ولكن يجب مراقبته جيداً حتى لا يؤذي نفسه، وفي عمر الأربعة أعوام يمكن إدخاله إلى رياض الأطفال من أجل تعويده على التعلم والدراسة استعداداً للمرحلة القادمة.
- المرحلة الثالثة: تمتدّ من سنّ الخامسة إلى سن الثامنة، وتمتاز هذه المرحلة بقدرة الطفل على الاعتماد على نفسه في أغلب الأمور كما تبدأ مرحلة التعلم في المدرسة حيث في سن الخامسة يدخل إلى رياض الأطفال بصورة رسمية وتبدأ عملية التعليم المكثفة حتى يصبح قادراً على القراءة ليكون مستعداً لمرحلة المدرسة التي تبدأ مع عامه السادس ويبدأ يأخذ الدروس بصورة جدية أكثر من ذي قبل.
- المرحلة الرابعة: تمتدّ مع بداية العام التاسع من عمر الطفل إلى البلوغ: هناك من يدمج هذه المرحلة مع المرحلة السابقة؛ لأنّها هي امتداد للمرحلة السابقة ولكن مع زيادةً في حجم المسؤولية على الطفل، وزيادة الضغط عليه في الدراسة، ومع نهاية هذه المرحلة تبدأ مرحلة المراهقة، التي تعتبر من أصعب مراحل الفرد لذلك عندما تتم تربيته منذ الصغر وتعليمه السلوكيّات الصحيحة سيمرّ بهذه المرحلة دون مشاكل.